الأربعاء، 1 يونيو 2016

عامل إقليم أسا الزاك يحاضر في ندوة دولية.

 

ألقى عامل إقليم أسا الزاك مداخلة في إطار الجلسة الافتتاحية لإشغال الندوة الدولية المنظمة من طرف جمعية أسا للتنمية والتواصل تحت شعار :دور الزوايا في التاطير العلمي والجهادي لأهالي الصحراء زاوية أسا نموذجا . حيث عرج على ذكر الأسس التاريخية والأدوار العلمية والسياسية التي انيطت بالزوايا على مر السنين .
في هذا الإطار أفصح عامل الإقليم أن زاوية أسا ارتبط اسمها بالشيخ اعز يهدى سنة 727 هجرية 1328 ميلادية والذي كان يتمتع بمقومات التصوف ,الورع ,الشرف ,الولاء والجهاد حيث زود الزاوية بالحمولة الصوفية ومكنها من الاطلاع بأدوارها الحضارية والاقتصادية انطلاقا من شروط القداسة التي أضفتها على المجال وحولته إلى بؤرة استقطاب واستقرار في مجال طغى عليه البداوة فوفر بذلك شروط التطور على عدة مستويات على رأسها المعمار .
كما اقر عامل اقلي أسا أن القصر الذي تطور فوق المرتفع الجبلي ,شكل النواة الأولى للحاضرة وساهم في تأسيس الزاوية داخل الواحة مما أعطى دفعة جديدة للتطور المعماري باسا . حيث استقبلت الزاوية عدد من الطلبة والوافدين إليها من سوس ومن كل مناطق الجنوب .
في ذات السياق أفاد ان الزوايا عملت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال إسهامها في فض النزاعات القبلية بشكل يمكن من احتواء أسباب الاحتقان والتوتر القبلي ويوفر الأمن كشرط من شروط الاستقرار والتطور العمراني المفضي إلى التراكم في مختلف المستويات حيث ترتب عن احتضان الزاوية انتقال توسع الحاضرة من خارج القصر بما أعطى دفعة جديدة إلى تطور المدنية كحاضن لهذا الفعل الحضاري الذي أسهم فيه احتضان المنطقة للزاوية بقسط كبير حيث خلق أبناء الشيخ تجمعات سكنيا لهم عرفت بالخربة.
وقد جاء على لسانه أن زاوية أسا لعبت أدوارا علمية كبيرة خاصة في حياة الشيخ المؤسس خصوصا في مجال الدين ,مما جعلها تستقطب عدد وفير من طلبة العلم من كل المناطق المغربية وتساهم في إفراز دينامكية عمرانية ,اقتصادية ,روحية و ثقافية متقدمة في سياق بنيوي داخل الحواضر والتجمعات السكنية.
كما اتخذ هذا الفعل الحضاري تجسيده المادي من خلال الإشعاع الذي خلفته الأنشطة الثقافية والعلمية للزوايا التي عملت اساسيا على توجيه الحياة السياسية والأوساط الصحراوية من خلال دورها في الوساطة بين الأفراد وفك النزعات الداخلية واحتواء مسبباتها وهذا فعلا ما يراه عامل إقليم أسا الزاك ينسجم مع زاوية أسا في أدوارها الطلائعية والمتعددة في ضمان الأمن والاستقرار للقبائل التي كانت تجاور هذه المؤسسة .
كما أشاذ بالموسم التي تعقده زاوية اسا باعتباره مناسبة تعقد فيها القبائل الصحراوية تحالفاتها وتسوي النزاعات وتبث في التوازنات المحلية وفي قضايا التنظيم الداخلية للقبائل كما توجه دور الجهاد التي تكتمل فيه مقومات المشروعية ويحقق فيه الامتداد الاجتماعي , خاصة وان المغرب عرف تكالب الأطماع الاستعمارية الاسبانية والبرتغالية والفرنسية.
في الختام أكد عامل إقليم أسا الزاك ان مرحلة الشيخ المؤسس اتسمت بالقوة والإشعاع وانه في ضل تدخل معطيات الدولة الحديثة ارتبطت الزاوية بقبائل ايت اوسا وتحولت الى أداة لإضفاء المشروعية الدينية على هذه المكونات وترجمة الثقل الديمغرافي والامتداد الجغرافي وكذا تقوية العصبية القبلية ولحمتها وظهورها بمظهر الوحدة أمام محيطها القبلي .بالإضافة إلى خضوعها لتغيرات مختلفة استوعبت من حلالها التحولات التاريخية وتكيفت مع الوقائع التي تخترق التاريخ المحلي
عائشة دواح.. .
طالبة بماستر مهن الاعلام وتطبيقاته.



فقيد الوطن

انه البطل المناضل الذي ضح بالغالي والنفيس فداءا للموقف والقضية , جال الصحاري ونهج الخطط لمواجه الدامي في سبيل تراب وطنه والأمة ، له سجل حافل من النضال المستميت في سبيل الوطن والقضايا الوطنية ، تضحياته الجسام جعلته يتربع على عرش أبطال الصحراء وقدوة يتحدى بها في قبائل ايت اوسا ،عاش حياة ملؤها الصمود وعنوانها خدمة الوطن حتى اخر رمق .
انه الرجل الايتوسي الشهم ،المعروف في قبيلته وباقي القبائل الصحراوية بالسخاء ،الجود ،الكرم ،نكران الذات ،حسن الخلق والعطف على الفقراء والضعفاء ،كان رمزا من رموز المقاومة وجيش التحرير،حيث لقبه البعض بأسد الصحراء .
انه ابن الفيافي الكولونيل ايدا التامك من مواليد منطقة “لحطيبة” في لحمادة من أبوين مقاومين تلقى تعليمه في الكتاب القراني فحفظ كتاب الله تعالى ،عرف بفطنته و دهائه مند صغره ،مارس الترحال في ريعان شبابه مع ابواه المقاومينن ، وشحه الملك الراحل الحسن الثاني بالعديد من الأوسمة وحصل على العديد من شواهد التقدير والتكريم من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تقديرا لكفاحه من اجل الوطن.
خاض عدة معارك للدفاع عن حوزة الوطن، كالعشار الأولى والثانية ،مركالة ،أرغيوة وايشت ناحية فم الحصن. كما خاض عدة معارك ضد الجيش الاسباني بايت بعمران. واشرف على مجموعة من الاعمال الخيرية كبناء مسجد احد .
أخر ظهور له كان في مهرجان الزاوية باسا إلى جانب عامل الإقليم ،وافته المنية فجر يوم الثلاثاء السادس من يناير 2014 بمدينة أسا في سن يناهز 105 سنوات، حيث شيعت جنازته بحضور والي جهة كلميم السمارة،عامل منطقة أسا الزاك , شيوخ القبائل الصحراوية وشخصيات بارزة من وزارة الداخلية وفعاليات المجتمع المدني الى جانب اهله و ساكنة اسا التي اعتبرت فقدانه خسارة لقبيلة ايت اوسا وللقبائل الصحراوية عموما لما تميز به الكلونيل ايدا التامك من ورع ولما قدمه من خدمات للوطن والصحراء.

عائشة دواح طالبة بماستر مهن الاعلام وتطبيقاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

author
عائشة دواح
صحفية متخصصة في العلاقات الدولية والدبلوماسية الموازية